الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ. فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ. أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ . ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} يقول : إنهم يلعبون إزاء ذلك الجد ، ويشكون في تلك الآيات الثابتة . فدعهم إلى يوم هائل عصيب : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . يغشى الناس . هذا عذاب أليم ) ..
وقد اختلف السلف في تفسير آية الدخان . فقال بعضهم . إنه دخان يوم القيامة ، وإن التهديد بارتقابه كالتهديد المتكرر في القرآن . وإنه آت يترقبونه ويترقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال بعضهم: بل هو قد وقع فعلاً ، كما توعدهم به . ثم كشف عن المشركين بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال آخرون : لم يمض الدخان بعد ، بل هو من أمارات الساعة ، قال الله تبارك وتعالى : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أي بيّن واضح يراه كل أحد .. وهكذا قوله تعالى: ( يغشى الناس ) .. أي يتغشاهم ويعميهم .. وقوله تعالى : ( هذا عذاب أليم ) .. أي يقال لهم ذلك ، تقريعاً وتوبيخاً .
ويقول الكافرون إذا عاينوا عذاب الله وعقابه ( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ).. وهكذا قال جل وعلا ههنا : ( أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون ) .. يقول : كيف لهم التذكر وقد أرسلنا إليهم رسولاً بيِّن الرسالة والنذارة ، ومع هذا تولوا عنه ، وما وافقوه بل كذبوه ، وقالوا: معلم مجنون ..
المزيد |